عزام الفراج
الأحد، 6 مايو 2012
صديقي .. لقد ذهبت إلى الجنة
السبت، 31 ديسمبر 2011
أنا العزوبي..!
- سألني أحدهم مرة: من هو أبغض أصدقائك وأحب أعدائك إليك..؟
- فأجبت بلا تردد ولا تواني: إنها العزوبية يا صاحبي..!
- فسألني: أي حد بلغ أثرها في حياتك..؟
- أنا: وصلت لحد عجيب..! فأنا حين أسمع السياسيين يتكلمون عن الآخر ويقصدون به غير الديمقراطي, لا أفهم ذلك من كلامي..فأنا لا أرى العالم إلا فريقين .. عزّاب يعيشون في عذاب وهم نحن .. وأولئك الآخرين وهم كل من أظله هو وعائلته سقف واحد..!
- هو: معقول..؟
- أنا: بل إن الأمر أدهى من ذلك..! فأنا حين أسمع الدعاة يتكلمون عن الآخر ويقصدون به الفاسق أو الكافر فأنا كذلك لا أفهم كلامهم.. فليس في هذا الكون إلا عزّاب يكابدون مصاعب الحياة، وآخرون يتقلبون في النعيم ويجنون من ثماره ليلَ نهار..!
- هو: يا الله..! من هؤلاء العزّاب..؟ صِفهم لي..!
- أنا: خذ الإجابة مني وتفصيلها ببيان..!
حين تمتلئ قائمة الأسماء في جوالك بأرقام المطاعم ويصبح عمّالها أعز أصدقائك وتعرف أنواعها وأشكالها وأسمائها وأسرارها حتى يصل بك الحال حد القدرة على كتابة بحث دكتوراه عن المطاعم..فاعلم حينها أنك غارق في العزوبية..!
حين يصاب بطنك بالمغص بعد تناولك لوجبة أعدت إعدادًا منزليا لأن بطنك (مهب كفو يأكل أكل نظيف) فاعلم حينها أنك تتقلب على سفّود العزوبية..!
حينما تخالجك الأفكار الجادة بأن الغلاية والمايكروويف هما أعظم اختراعين في هذا العصر الحديث..فاعلم حينها أنك عزوبي حتى الثمالة..!
حينما تعتبر عملية الأكل من على السفرة مباشرة عملية لا تعدو كونها تخليّا عن مظاهر الترف التي اعتادها الإنسان الحديث..وفي أحسن الأحوال تعتبر فكرة وضع السماط فوق الصحن كيلا يتسخ دون أن تكترث بآثارها الصحية وشكلها الغريب حين تعتبر هذه الفكرة أعظم فكرة توصّل إليها الإنسان الحديث.. فتيقّن حينها أن العزوبية تجري منك مجرى الدم..!
حين تبلغ قدراتك الحسابية حدّ قدرتك على حلّ أعوص مسائل القطيّة بل وفي مدة لا تتجاوز 3 ثوانٍ.. فذلك دليل دامغ على تربّعك على عرش العزوبية..!
حين تبلغ بك قدراتك الإبداعية إلى اختراع قطعة عجيبة تتكون من جالون مياهٍ فارغ مغطى بفروة شتوية وتتكئ عليها حال تصفحك للإنترنت، بل وتعتبرها أفضل تكّاية في الجزيرة العربية وترى أنك صنعت ما عجزت عنه الأوائل..فاعلم أنك تعبّ من نهر العزوبية عبّا..!
حين تنسف كل شعر العرب كله عدا شعر الغزل ولا ترى لغير الغزل مكانا ولا وزنا.. وفي نفس الوقت تنظر إلى كل من يتكلم عن خططه المستقبلية في التعدد نظرة حقد .. نظرة صوماليّ إلى رجل القصر الملكي البريطاني وهو يشرح طريقة تحضير عشاء الملكة..
إذا بلغت هذا الحد فلا تشكّ في أن العزوبية قد حفتك من يمينك وشمالك ومن فوقك ومن تحتك..!
حين تتفرّس وتتأمل وجوه الأطفال وكأنك تشاهد مخلوقات غريبة وتحس بأثرهم المغناطيسي عليك .. حين تتألم من مشهد أبٍ يوبخ طفله غيرَ مقدر للنعمة التي حرمت منها .. بل وتحس بوخزات في جسدك مع كل جملة توبيخية وكأنها موجهة إليك .. فلا ترتب في أن العزوبية تكسوك من رأسك إلى أخمص قدميك..!
حين تقلّب ملابسك في الشماعة باحثًا عن أقلها وساخة على عكس البشر الطبيعيين حين يبحثون عن أشد ملابسهم نصوعًا .. فلا تجادل في تغلغل العزوبية في كل خلية من خلاياك..!
أما سمعت بالتفريق البديع الذي ذكره الحكيم سليمان السلطان حين قال: إني لأميّز العزوبي من غيره حين أرى العزوبي يلبس ثياب الشتاء في الصيف وثياب الصيف في الشتاء غير آبه بالطقس يلبسها فقط لأنه لم يجد غيرها في خزانة ملابسه..
فالأولوية عند العزوبي تتمثل في قابلية الثوب للبس بغض النظر عن مناسبته للطقس..!
- هو: يكفي يكفي .. لقد قطعت نياط قلبي..!
- أنا: قبل أن تودعني خذها مني نصيحة: ما على ظهر هذا الكوكب قومٌ أرجى بالحنان والشفقة والرحمة منّا معاشر العزّاب..! فإن أردت ملء صحائف حسناتك فانشر معاناتنا لكل من تلقاه..!
- هو: أعدكَ أن أفعل..!
ونحن ما زلنا بالانتظار حتى ليكاد الانتظار يقتلنا..!
*إخلاء مسؤولية:
هذه الخاطرة لا تمثّل إلا وجهة نظر كاتبها، إلا من أعلن عن اقتناعه بما ورد فيها..!
عزام الفراج
6/2/1433 هـ
الظهران – غرفتي
8:11 مساءً
كتبت هذه الخاطرة في فترة الاستعداد للاختبارات وهي دليل ظاهر على ما يعانيه كاتبها من حالة فاينلزمية (Finalism) حادة..!
الاثنين، 4 أبريل 2011
حينما عزمت على الكتابة!
فإذا بدأت من القمة فإلى أي غاية ستسعى.؟
المهم أن أبدأ بالكتابة، حتى لو كانت هذه الخاطرة لا فكرة لها و لامعنى!