الأحد، 6 مايو 2012

صديقي .. لقد ذهبت إلى الجنة

نعم يا صديقي هي ذهبت ..
لكن إلى أين ؟
إلى رب رحيم ..  تأمل مآلها 
جاورت أعدائي وجاور ربه      شتان بين جواره وجواري



نعم يا صديقي هي غادرت ..
لكن ماذا غادرت ؟
غادرت دنيانا دنيا التعب والكبد والنصب .. إلى حبور ونعيم لا يتصوره عقلك وعقلي بجوار ربنا الرحمن الرحيم
فالعيش نوم والمنية يقظة                   والمرء بينهما خيال سارِ
هي غادرت من حياة إلى حياة .. إلى حياة لا عمل فيها ولا سقم إلى حياة نعيم ونعم..


صديقي أنت وأنا لم نرَ إلا هذه الدنيا لذا نحزن لفراق أحبتنا .. لكن ثق أنها أقبلت على نعيم لو رأيتَ عشر معشاره لتمنيت فراق دنيانا واللحاق بها ولما أردت البقاء لحظة واحدة..



صديقي أعلم أنك ستتظاهر بالقوة أمامي ، لكن كن على ثقة أني لن أصدقك ..
صديقي لا تخجل ولا تستحِ إن خطرت لك ذكرى أمك العظيمة أن تبكي ..

صديقي حزن قلبك على فراق أمك دليل برك وصلاحك .. بل دليل على عظمة هذه الأم التي ربتك ..
لكن إياك أن يقودك الحزن إلى القنوط واليأس من رحمة الله
"إنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ "

بل اجعل ذلك معينا لك على برها..فكلما تذكرتها وحزنت تذكر رحمة الله الرحيم الرحمن الذي يرى قلبك وهو أرحم بك من أمك ثم ادعُ لها ..

صديقي يكفيك أنك أشبهت الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – فقد عاش حياته وهو العظيم بلا أم ..

ثم إني موصيك يا صديقي أن برك بأمك لن يقطعه رحيلها إلى الرفيق الأعلى ..
" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " 

صديقي فليكن رحيلها حاملا لك على الطاعة فموعدكم الفردوس الأعلى .. جمعك الله بها تحت ظل عرشه..



*رسالة إلى شقيق روحي ثنيان العريفي بعد وفاة أمه فجر الأحد 15-6-1433 هـ

السبت، 31 ديسمبر 2011

أنا العزوبي..!

- سألني أحدهم مرة: من هو أبغض أصدقائك وأحب أعدائك إليك..؟

- فأجبت بلا تردد ولا تواني: إنها العزوبية يا صاحبي..!

- فسألني: أي حد بلغ أثرها في حياتك..؟

- أنا: وصلت لحد عجيب..! فأنا حين أسمع السياسيين يتكلمون عن الآخر ويقصدون به غير الديمقراطي, لا أفهم ذلك من كلامي..فأنا لا أرى العالم إلا فريقين .. عزّاب يعيشون في عذاب وهم نحن .. وأولئك الآخرين وهم كل من أظله هو وعائلته سقف واحد..!

- هو: معقول..؟

- أنا: بل إن الأمر أدهى من ذلك..! فأنا حين أسمع الدعاة يتكلمون عن الآخر ويقصدون به الفاسق أو الكافر فأنا كذلك لا أفهم كلامهم.. فليس في هذا الكون إلا عزّاب يكابدون مصاعب الحياة، وآخرون يتقلبون في النعيم ويجنون من ثماره ليلَ نهار..!

- هو: يا الله..! من هؤلاء العزّاب..؟ صِفهم لي..!

- أنا: خذ الإجابة مني وتفصيلها ببيان..!

حين تمتلئ قائمة الأسماء في جوالك بأرقام المطاعم ويصبح عمّالها أعز أصدقائك وتعرف أنواعها وأشكالها وأسمائها وأسرارها حتى يصل بك الحال حد القدرة على كتابة بحث دكتوراه عن المطاعم..فاعلم حينها أنك غارق في العزوبية..!

حين يصاب بطنك بالمغص بعد تناولك لوجبة أعدت إعدادًا منزليا لأن بطنك (مهب كفو يأكل أكل نظيف) فاعلم حينها أنك تتقلب على سفّود العزوبية..!

حينما تخالجك الأفكار الجادة بأن الغلاية والمايكروويف هما أعظم اختراعين في هذا العصر الحديث..فاعلم حينها أنك عزوبي حتى الثمالة..!

حينما تعتبر عملية الأكل من على السفرة مباشرة عملية لا تعدو كونها تخليّا عن مظاهر الترف التي اعتادها الإنسان الحديث..وفي أحسن الأحوال تعتبر فكرة وضع السماط فوق الصحن كيلا يتسخ دون أن تكترث بآثارها الصحية وشكلها الغريب حين تعتبر هذه الفكرة أعظم فكرة توصّل إليها الإنسان الحديث.. فتيقّن حينها أن العزوبية تجري منك مجرى الدم..!

حين تبلغ قدراتك الحسابية حدّ قدرتك على حلّ أعوص مسائل القطيّة بل وفي مدة لا تتجاوز 3 ثوانٍ.. فذلك دليل دامغ على تربّعك على عرش العزوبية..!

حين تبلغ بك قدراتك الإبداعية إلى اختراع قطعة عجيبة تتكون من جالون مياهٍ فارغ مغطى بفروة شتوية وتتكئ عليها حال تصفحك للإنترنت، بل وتعتبرها أفضل تكّاية في الجزيرة العربية وترى أنك صنعت ما عجزت عنه الأوائل..فاعلم أنك تعبّ من نهر العزوبية عبّا..!

حين تنسف كل شعر العرب كله عدا شعر الغزل ولا ترى لغير الغزل مكانا ولا وزنا.. وفي نفس الوقت تنظر إلى كل من يتكلم عن خططه المستقبلية في التعدد نظرة حقد .. نظرة صوماليّ إلى رجل القصر الملكي البريطاني وهو يشرح طريقة تحضير عشاء الملكة..

إذا بلغت هذا الحد فلا تشكّ في أن العزوبية قد حفتك من يمينك وشمالك ومن فوقك ومن تحتك..!

حين تتفرّس وتتأمل وجوه الأطفال وكأنك تشاهد مخلوقات غريبة وتحس بأثرهم المغناطيسي عليك .. حين تتألم من مشهد أبٍ يوبخ طفله غيرَ مقدر للنعمة التي حرمت منها .. بل وتحس بوخزات في جسدك مع كل جملة توبيخية وكأنها موجهة إليك .. فلا ترتب في أن العزوبية تكسوك من رأسك إلى أخمص قدميك..!

حين تقلّب ملابسك في الشماعة باحثًا عن أقلها وساخة على عكس البشر الطبيعيين حين يبحثون عن أشد ملابسهم نصوعًا .. فلا تجادل في تغلغل العزوبية في كل خلية من خلاياك..!

أما سمعت بالتفريق البديع الذي ذكره الحكيم سليمان السلطان حين قال: إني لأميّز العزوبي من غيره حين أرى العزوبي يلبس ثياب الشتاء في الصيف وثياب الصيف في الشتاء غير آبه بالطقس يلبسها فقط لأنه لم يجد غيرها في خزانة ملابسه..

فالأولوية عند العزوبي تتمثل في قابلية الثوب للبس بغض النظر عن مناسبته للطقس..!

- هو: يكفي يكفي .. لقد قطعت نياط قلبي..!

- أنا: قبل أن تودعني خذها مني نصيحة: ما على ظهر هذا الكوكب قومٌ أرجى بالحنان والشفقة والرحمة منّا معاشر العزّاب..! فإن أردت ملء صحائف حسناتك فانشر معاناتنا لكل من تلقاه..!

- هو: أعدكَ أن أفعل..!

ونحن ما زلنا بالانتظار حتى ليكاد الانتظار يقتلنا..!



*إخلاء مسؤولية:

هذه الخاطرة لا تمثّل إلا وجهة نظر كاتبها، إلا من أعلن عن اقتناعه بما ورد فيها..!

عزام الفراج

6/2/1433 هـ

الظهران – غرفتي

8:11 مساءً

كتبت هذه الخاطرة في فترة الاستعداد للاختبارات وهي دليل ظاهر على ما يعانيه كاتبها من حالة فاينلزمية (Finalism) حادة..!

الاثنين، 4 أبريل 2011

حينما عزمت على الكتابة!

منذ فترة طويلة تنازعني نفسي على كتابة أفكاري.
ترد الفكرة على بالي فحينما أهمّ بكتابتها، أبدأ بتقليبها وتحليلها وتفكيكها ومحاكمتها-إذا لزم الأمر-.
بعد ذلك كله لا أكتبها.

ما الذي كان يمنعي؟
أهو الخوف؟ أهو انعدام الثقة؟ عدم صلاحية الفكرة؟ تناقضها مع العقل؟ تناقضها مع الدين؟
كلها احتمالات واردة. لكن ............... الآن أنا أفكر بمسح السطور التي كتبها قبل قليل.

عندما يسألني أحدهم بعدما أحدثه عن فكرة ما : لم لا تكتبها؟
لا اتردد بأن أجيبه : ما أستطيع!
لكنّي في الحقيقة أستطيع.

الذي يعيقني عن الكتابة شيء واحد فقط.!

أريد أن أبدأ من القمة.!
كيف..؟ لا أدري .!

البداية من القمة تعني أنك لا تملك إلا خيارًا وحيدًا هو أن تنزل.


إن سر الحياة وسعادتها أن تسعي في سبيل غاية.
فإذا بدأت من القمة فإلى أي غاية ستسعى.؟
لا يذوق طعم الوصول إلى القمة إلا من جاز بالجبل من سفحه.
لا يذوق طعم الوصول إلى القمة إلا من وصلها منهكًا.

وأخيرا!

ما لي أردد كلمة القمة.؟
هل يصح أن الكتابة جبل حتى يكون له قمة؟
هذا يعني أن هناك من يصل القمة فيتوقف عن الإبداع. وأيضا وجود القمة يعني أن الكتاب كلهم سينتهون إلى مستوى واحد!

إذن الكتابة ماذا تشبه.؟
لا أدري..!
المهم أن أبدأ بالكتابة، حتى لو كانت هذه الخاطرة لا فكرة لها و لامعنى!

الثلاثاء، 1 فبراير 2011

باسم الله نبدأ!

بسم الله الرحمن الرحيم

هذي أول رسالة أكتبها في مدونتي الخاصة الجديدة..!
هدفي من المدونة هو أن تدعمني أنت أخي برأيك وتسددني بنقدك.!
أنشأت المدونة من أجل التواصل بعد أن عرفت أهمية الإعلام الجديد..!
نعم.. ففي هذه الأيام نعيش نشوة انتصار العرب على الطغيان في تونس التي مثلنا فيها أشقاؤنا التوانسة وكان للإعلام الجديد كبير الأثر فيها..!
وقد نزف بعيد فترة بسيطة أختها مصر ـ عفوا ـ أمها ، فمصر إن كانت أم الدنيا فهي أم العرب من بابٍ أولى..!


توكلت على الله " ومن يتوكل على الله فهو حسبه"..
أتمنى دعمكم لي أخوتي بمطالعة مدونتي ونقدي والمساهمة في تسديد آرائي..،
ابتدأت باسم الله وأختم أول تدوينة بحمد الله..!